الصلح خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواتي واحبائي في الله
اليوم تحديدا احترت فيما أكتب من رسائل لكم
ولكن ليس اخواتي بسبب قله المواضيع لا والله
وانما بسبب ما يعتري اغلب اخواتي في الله واخواني في الله من هموم بسبب
الشحناء
والتهاجر
والتدابر
والتباغض
والتحاسد
وانه والله اخواتي ليحزنني ان يبعدنا الشيطان عن هدفنا ومسيرتنا معا
ولذلك قررت ان اكتب بأذن المولي عزوجل عن
الصلح خير
وأسأل الله العلي الرحيم الكريم ان يجعلنا اخوة متحابين لأجله تعالي اللهم آمين
اخواتي في الله
الصلح خير كما قال الله سبحانه وتعالي
"فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحا والصلح خير"..النساء 128
نزلت هذه الايه في سبب مخصوص
ولكن العبرة بعموم الألفاظ كما هو معلوم
....
والصلح خير من
الفتن والمشاكل والقلاقل
!
وهو خير من الضغائن والعداوات والأحقاد
!
وهو خير من القطيعة والبغي والتدابر والتلاعن
!
وهو خير من الطلاق وخير من الفراق وخير من الشقاق
!
خصوصا اخواتي ان التدابر والتباغض والتحاسد والتقاطع والشحناء كل ذلك مذموم وممقوت
!
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال :<اياكم والظن ، فان الظن أكذب الحديث، ولا تجسسوا،ولا تنافسوا ، ولا تحاسدوا ، ولا تباغضوا ، ولا تدابروا، وكونوا عباد الله ، اخوانا>....البخاري 6064
ومسلم2563


وايضا من حديث أبس هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:<تفتح ابواب الجنة يوم الاثنين ، ويوم الخميس ، فيغفر لكل عبد لا يشرك بالله شيئا ، الا رجلا كانت بينه وبين أخيه شحناء ، فيقال : أنظروا هذين حتي يصطلحا ، أنظروا هذين حتي يصطلحا ، أنظروا هذين حتي يصطلحا>... صحيح مسلم 2565
....
وايضا من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال<لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال ، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا ، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام>.....أخرجه البخاري 6077
ومسلم 2560
,,,,
وانظروا اخواني كيف اقترن الوصف بالسيادة مع الاصلاح بين المسلمين
ذكره النبي صلي الله عليه وسلم في شأن الحسن بن علي رضي الله عنهما قال صلي الله عليه وسلم
:<ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح بين فئتين عظيمتين من المسلمين>..اخرجه البخاري 2629
فهذه الطائفة المصلحة المباركة تأتي يوم القيامة علي منابر من نور عن يمين الرحمن عزوجل
كما جاء في صحيح مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال:<ان المقسطين عند الله علي منابر من نور ، عن يمين الرحمن عزوجل ، وكلتا يديه يمين ، الذين يعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا>....مسلم 1827



وطائفة اخواني واخواتي ترفع درجاتها يوم القيامة
وتفوق بعملها الصائم المتنفل والقائم المتنفل
ففي سنن أبي داود وغيرة بأسناد صحيح عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم <ألا أخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟> قالوا:بلي يا رسول الله ، قال <اصلاح ذات البين ، وفساد ذات البين هي الحالقة>....أبو داود 4919
والبخاري في اأدب المفرد 391
والترمزي2059
وقال هذا حديث صحيح وأحمد 444،445
والمراد بالحالقة :الذنب الكبير والمصيبة الكبري التي تستأصل الدين كما يستأصل الموس الشعر
!
واخواتي في الله ان لزاما أن يكون بيننا نحن المؤمنين طائفة مصلحة قوالة بالحق تقضي بالحق
وتهدي بالحق وبه تعدل
قال تعالي"وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون"
الأعراف 181
طائفة تضحي بأوقاتها ، بل وبأموالها للاصلاح بين الناس ودفع الشرور عنهم
...
وطائفة تسهر الليالي وتخطو الخطوات للاصلاح بين الناس وتقريب الوجهات المتنافرة المتباعدة فيدفع الله بهذه الطائفة الشر عن عموم المسلمين
...
واخيرا وليس اخيرا
لأن الكلام عن الاصلاح ممتع ولكن اسأل الله ان يكون مطلبنا ومبتغانا وجهه تعالي
لانصلح الا لوجهه سبحانه وتعالي
وابتغاء مرضاته
ثم لدفع الشرور عن الناس
وجزاكم الله خيرا
اختكم في الله