هل ماتت الغيرة فى قلبك ؟1
نور الهدايا :: الفئة الأولى :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
هل ماتت الغيرة فى قلبك ؟1
هل ماتت الغيرةُ في قلبك ؟!
في البداية , استمعْ معي يا أخي الكريم لهذه الرِّسالة المبكية , وابكِ .. إن كان في قلبكَ غيرةٌ على الإسلام وأَهله !
الرِّسالة كُتِبَتْ يوم الجمعة 5 ذي القعدة 1425 هـ (17 ديسمبر 2004 م) , ونُشِرت يوم السّبت 6 ذي القعدة 1425 هـ (18 ديسمبر 2004 م) على موقع مفكّرة الإسلام . وقد نقلْتُ الخبرَ من موقع عودة ودعوة , وهو كما يلي :
مفكّرة الإسلام (خاصّ) : رسالةٌ خَطِّيَّة جديدة أرسلَتْها إحدى المعتقلات في سجن أبو غريب , كشفَتْ فيها عن بعض بَشاعة ما تتعرَّض له عفيفاتُ العراق مِن اغتصابٍ وانتهاك لِلأعراض , وسطَ صَمْت عربي وإسلامي وعالمي ليس له نظير !!
وقد تلقَّى مُراسل مفكّرة الإسلام نسخةً من هذه الرِّسالة , وهذا نَصُّها :
بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4 } (112- الإخلاص 1-4) .
اخترتُ هذه السُّورة الكريمة من كتاب اللَّه لأنَّها أَشدّ وقْعًا على نفسي ونفسكُم , ولها رهبة في قلُوب المؤمنين خاصَّة .
إخوتي المجاهدين في سبيل اللَّه , ماذا أقولُ لكم ؟! أقولُ لكم : لقد امتلأتْ بطونُنا مِن أولاد الزِّنَا مِن الذين يَغتصبُونَنا مِن أبناء القردة والخنازير ؟! أم أقولُ لكم : لقد شوَّهُوا أجسادَنا وبَصقُوا في وجوهِنا ومزَّقُوا المصاحف التي في صدُورنا ؟ اللَّه أكبر , هل أنتم لا تعقلُون حالَنا ؟!! هل حقيقةً أنَّكُم لا تعلَمُون بنا ؟!! نحنُ أخواتُكم , سيُحاسِبُكم اللَّهُ يوم غَد !
وَاللَّهِ لَم تَمضِ ليلة علينا ونحنُ في السِّجن إلاَّ وانقضَّ علينا أحد القردة والخنازير بشهوة جامحة مزَّقَت أجسادَنا , ونحنُ الذين لم تُفَضَّ بكارتُنا خشيةً من اللَّه .. فاتَّقُوا اللَّه .. اقتلُونا معهم .. دمِّرونَا معهم ولا تدَعُونا هكذا لِيَحلُو لهم التَّمتُّع بنا واغتصابنا , كرامةً لِعرش اللَّه العظيم .. اتَّقُوا اللَّه فينا .. اترُكُوا دبَّاباتهم وطائِراتهم في الخارج وتَوَجَّهوا إلينا هنا في سجن أبو غريب .
أنا أختكُم في اللَّه فاطمة , لقد اغتصبُوني في يومٍ واحد أكثر من 9 مرَّات , فهل أنتم تعقلون ؟! تصوَّرُوا إحدى أخواتكُم يَتِمُّ اغتصابُها ! فلماذا لا تتصوَّرون , وأنا أختُكُم ؟! معي الآن 13 فتاة كلّهنَّ غير مُتزوِّجات , يَتمُّ اغتصابُهنَّ تحت مَسمع ومرأى الجميع . وقد مَنعُونا من الصَّلاة . لقد نَزعُوا ثيابَنا ولم يَسمحُوا لنا بارتداء الثِّياب .
وأنا أكتبُ هذه الرِّسالة , انتحرَتْ إحدى الفتيات والتي تَمَّ اغتصابُها بِوَحشيَّة , حيثُ ضربَها جنديّ , بعد أن اغتصبَها , على صدرها وفخذها , وعذَّبَها تعذيبًا لا يُصَدَّق , فأخذتْ تضربُ رأسَها بالجدار إلى أن ماتتْ , حيثُ لم تتحمَّلْ , مع أنَّ الانتحار حرامٌ في الإسلام , ولكنّي أعذُر تلكَ الفتاة , أرجُو من اللَّه أن يَغفر لها لأنَّه أرحمُ الرَّاحمين .
أخوتي , أقولُ لكم مرَّة أخرى : اتَّقُوا اللَّه ! اقتلُونا معهم لعلَّنا نَرتاح , وامُعْتَصماه .. وامُعْتَصماه .. وامُعْتَصماه !
(نقلاً عن موقع عودة ودعوة www.awda-dawa.com)
يقولُ مراسل مفكّرة الإسلام : مِن العجائب في هذه القصَّة أنَّ الرِّسالة خرجَتْ من السِّجن يوم الجمعة , ووصلَتْ إلينا في نفس اليوم , ولم تُنشَر سوى يوم السّبت بعد التَّحقُّق منها .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
وبعد ثلاثة أسابيع مِن هذه الرِّسالة , نشرتْ مفكّرة الإسلام خبرًا بعنوان : بعد أن ماتَ المعتصم , استشهادُ فاطمة العراق ليلة البارحة !
وهذا نصُّ الخبر :
مفكّرة الإسلام : الجمعة 26 ذي القعدة 1425 هـ (7 يناير 2005 م) : شَنَّت المقاومَةُ هجومًا صاروخيًّا على سجن أبو غريب عند السَّاعة الواحدة قَبل فجر اليوم الجمعة , بصواريخ أبابيل شديدة التَّدمير وصواريخ كراد . واستمرَّ القصفُ على السِّجن أكثر من 15 دقيقة , أدَّى إلى استشهاد أربعة عراقيِّين , ومُعتَقَلَة واحدة وهي فاطمة , صاحبة الرِّسالة التي وجَّهَتْها قبل ثلاثة أسابيع ونَشرتْ مفكّرة الإسلام نَصَّها حول اغتصابها من قِبَل جنُود الاحتلال , كما جُرِحَت أيضًا فتاةٌ تبلُغُ من العمر 22 عامًا , وإصابتُها بَليغة .
وحسبَ ما صرَّح به مسؤولٌ عراقي مُهمّ يَعملُ في سجن أبو غريب , فإنَّ أكثر مِن 68 جنديًّا أمريكيًّا قُتِلُوا جرَّاء القَصف , وأنَّ الصَّواريخ استهدفَتْ ثكنَاتهم العسكريَّة بالتَّحديد , إلاَّ أنَّ القُوَّات الأمريكيَّة قامتْ قبلَ ليلة واحدة فقط بِتَحويل أكثر من 500 أسير وأسيرة إلى الجهة الشَّرقيَّة من السِّجن , للاحتماء بهم كَعادتِها في التَّترُّس بالنِّساء والأطفال والمعتقَلين , مِمَّا أدَّى إلى مَقْتل عَدَد من السُّجناء .
فيما قامَت الشُّرطة العراقيَّة بإيصال جُثمان فاطمة إلى منزلها الكائن في قَرية الذَّهب الأبيض 45 كم بمنطقة أبو غريب . وبسبَب الحالة النَّفسيَّة لِذَوي فاطمة , لم يَستطع مُراسلُنا هناك من إجراء لِقاء مع ذَويها . إلاَّ أنَّ جارَهم تكلَّم مع مُراسلنا , فقال : سبحان اللَّه ! لقد كان أخو فاطمة الأكبر , وهو أحد المجاهدين الذين تَبحثُ عنهم قُوَّاتُ الاحتلال , في صلاة العشاء ليلةَ الخميس الماضي بالمسجد , وأثناء القُنوت صار يَدعُو بِبُكَاء حارّ , وكلُّ مَن في المسجد كان يسمعُه وهو يقُول : اللَّهُمَّ اقبضْ روحَها , اللَّهُمَّ خُذْها إليكَ شهيدة , اللَّهُمَّ إنَّه العارُ فاغْسِلْه , أنتَ قادر , أنتَ قادر , أنتَ قادر !
فقام إليه أحدُ المصلِّين بعد انتهاء الصَّلاة , ووَبَّخهُ على قوله : اللَّهُمَّ إنَّه العارُ فاغْسِلْه , وقال له : بل قُلْ : إنَّه الشَّرفُ فارْفَعْهُ وأكْرِمْه ! نحنُ مَن تَنطبقُ علينا كلمة العار , لا فاطمة ! إنَّها أشرف وأزكَى وأطهر فتاة , وأنا أطلبُ يَدها منكَ بعد خُروجها من السِّجن إن شاء اللَّه .
وأكملَ ذلك الجارُ لِمُراسلنا قائلاً : لقد شَنَّ أخو فاطمة مع مجموعته القتاليَّة أكثر من خمسين هجومًا صاروخيًّا على السِّجن بعد رسالة فاطمة وقَبْلها , وكلّ يَوم يَصطادُ سيَّارة أو اثنتين مِن سيَّارات الاحتلال ...
وأمَّا فاطمة , فحدَّثَتْنا عنها زوجة هذا الجار , تقول : قبل اعتقالها بشَهر , وزَّعتْ فاطمة حلوى وأَصابع العرُوس , وهي أُكلة عراقيَّة شعبيَّة معروفة , على أهالي الشَّارع بسبب أنَّها أكملَتْ حفظ 13 جزءًا من القرآن الكريم . وكانت تقولُ للنِّساء : البقَرة , وحَفِظْناها ! باقي القرآن , هيِّن الحفظ . امنحُوني ثلاثة أشهر أخرى , وسترَوْنَ مَن الأحسن : أنا أمِ الشّيخ خالد ؟ والشّيخ خالد هو إمام مَسجد الحيّ الذي تسكنُ فيه فاطمة .
وتَصفُها تلك السَّيِّدة بقولها : إنَّها كانتْ تَستحي مِن كلّ شيء . وأذكُرُ مرَّةً في حفلَة زفاف لِأحد شَباب المنطقة أنَّ بقيَّة البنات طلَبْنَ منها أن تخلَع حجابَها حيثُ لم يكُن بيننا رجالٌ , ولكنَّها رفضَتْ هذا مِن شدَّة حيائها .
فيما ذكَر مراسلُنا هناك أنَّ فاطمة شُيِّعتْ عند السَّاعة الواحدة ظهرًا من هذا اليوم الجمعة , وَسطَ تهليل وتكبير من الأهالي . وخَلَتْ جنازتُها من إخْوَتها وأبيها بسبَب خَوْفهم من قُوَّات الاحتلال مِن أن تُلقي القبضَ عليهم حيثُ أنَّهم مَطلُوبُون لديهم , وحيثُ أنَّ القوَّات الأمريكيَّة كانتْ تُطوِّقُ الجنازة من المنزل إلى المقبرة .
ويَذكُر التَّقريرُ الطِّبِّي أنَّ إصابَتَها كانتْ في الرَّأس , وكانتْ إصابةً مُميتة , وفارقَت الحياةَ حالَ إصابَتها بِسُرعة .
الآن هناك أعلامٌ بَيضاء تُرفعُ على دار فاطمة , حيثُ قام أهالي المنطقة باستقبال المُعَزِّين في دارها , وكأنَّ فاطمة الآن تقولُ في قَبرها لكلِّ المعَزِّين :
فلَيْتَكَ تَحلُو والحياةُ مَريرةٌ ولَيْتَكَ تَرضَى والأنامُ غِضابُ
إذا صحَّ منكَ الودُّ فالكُلُّ هَيِّنٌ وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
فاطمة الآن تَرقدُ في قَبرها في مقبرة الكرخ الإسلاميّة غرب بغداد , وقد أبْكَت الملايينَ من خلال رسالَتِها والتي استغاثَتْ فيها بِمَن يُغيثُ صَرخة وامُعْتَصِماه , غيرَ أنَّنا في زمَنٍ قَلَّ فيه مَن يُسَمَّوْن بالرِّجال !
وتتقدَّمُ أسرةُ مفكِّرة الإسلام بتعازيها إلى شعب العراق الحُرّ , والذي أصبحتْ له فاطمة رمزَ شَرفٍ وعِزّ يَفتخرُ بها العراقيُّون في كلِّ مَجمع ومَحفل , حتّى أنَّ قصَّتَها أصبحتْ على لسان الصَّغير والكبير , الذَّكَر والأنثى . ونَرجُو من اللَّه أن يَجمَعها وذَويها وإيَّانا في جنَّةٍ عرضُها السَّماوات والأرض . ونسألُ اللَّه أن يَنطبقَ عليها وَعدُ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : ما مِن مُسلم يَموتُ يومَ الجمعة أو ليلة الجمعة إلاَّ وَقاهُ اللَّهُ فتنة القبر (أخرجه أحمد) .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
ولم تَنته القصَّة بعد ! فقد نَشرتْ مفكّرة الإسلام بعد أربعة أسابيع أخرى مِن هذا الحدث خبرًا جديدًا , هذا نَصُّه :
مفكّرة الإسلام (خاصّ) : الخميس 24 ذي الحجّة 1425 هـ (3 فبراير 2005 م)
اندلَعت اليوم الخميس اشتباكات مسلَّحة حامية بينَ عناصر المقاومة العراقيَّة مِن جهة وقوَّات الاحتلال الأمريكيَّة مِن جهة أخرى في مدينة القائم , غرب العاصمة العراقيَّة بغداد ...
ولقد استُشهِد من جانب المقاومة 14 مقاتلاً , وأصيب خمسة آخرون بجراح , أحدُهم في حالة خطيرة ...
وألمح مراسلُنا إلى أنَّه كان مِن بين الشُّهداء رجلٌ يُدعى خالد , وهو شقيق فاطمة أَسيرة أبو غريب , حيثُ استُشهِد في معارك اليوم بعد أن أبلَى البلاء الحسَن وأثخنَ في قُوَّات الاحتلال , حسْبَما أكَّدهُ شهودُ عيان .
وحرصًا من مراسلي مفكّرة الإسلام في العراق عمومًا وفي الأنبار خاصّة على متابعة هذا النَّبأ , فإنَّ مراسلنا في أبو غريب أكَّد أنَّ الشَّهيد رحمه اللَّه انتقلَ إلى مدينة القائِم للقتال فيها , لكي لا يُقال : إنَّه قاتَلَ في أبو غريب وماتَ ثأرًا لِأخته . ولذلك آثَر الخروج إلى أَبْعد نُقطة في الأنبار , للقتال إلى جانب إخوانه في القائم . وهذه المعلومات نقلَها مراسلُنا عن أحد المقرَّبين من الشَّهيد في مدينة أبو غريب على مسافة 30 كم غرب بغداد .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
اللَّهمَّ ارحَمْ فاطمة وخالدًا , واغفرْ لِأُختنا التي لم تَتحمَّل العذاب وهَتْك عرضها , واجعلهم جميعا من أصحاب الجنَّة .. آمين .
© جميع الحقوق محفوظة لموقع الطّريق إلى اللّه – المشرف : عامر أبو سمية 1427 هـ - 2006 م
ويحقّ لكلّ زائر تحميل الكتب لاستعماله الشخصي أو لدعوة غيره , لا لأغراض تجارية , والله الموفق .
في البداية , استمعْ معي يا أخي الكريم لهذه الرِّسالة المبكية , وابكِ .. إن كان في قلبكَ غيرةٌ على الإسلام وأَهله !
الرِّسالة كُتِبَتْ يوم الجمعة 5 ذي القعدة 1425 هـ (17 ديسمبر 2004 م) , ونُشِرت يوم السّبت 6 ذي القعدة 1425 هـ (18 ديسمبر 2004 م) على موقع مفكّرة الإسلام . وقد نقلْتُ الخبرَ من موقع عودة ودعوة , وهو كما يلي :
مفكّرة الإسلام (خاصّ) : رسالةٌ خَطِّيَّة جديدة أرسلَتْها إحدى المعتقلات في سجن أبو غريب , كشفَتْ فيها عن بعض بَشاعة ما تتعرَّض له عفيفاتُ العراق مِن اغتصابٍ وانتهاك لِلأعراض , وسطَ صَمْت عربي وإسلامي وعالمي ليس له نظير !!
وقد تلقَّى مُراسل مفكّرة الإسلام نسخةً من هذه الرِّسالة , وهذا نَصُّها :
بسم اللَّه الرَّحمن الرَّحيم
{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1 اللَّهُ الصَّمَدُ 2 لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3 وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4 } (112- الإخلاص 1-4) .
اخترتُ هذه السُّورة الكريمة من كتاب اللَّه لأنَّها أَشدّ وقْعًا على نفسي ونفسكُم , ولها رهبة في قلُوب المؤمنين خاصَّة .
إخوتي المجاهدين في سبيل اللَّه , ماذا أقولُ لكم ؟! أقولُ لكم : لقد امتلأتْ بطونُنا مِن أولاد الزِّنَا مِن الذين يَغتصبُونَنا مِن أبناء القردة والخنازير ؟! أم أقولُ لكم : لقد شوَّهُوا أجسادَنا وبَصقُوا في وجوهِنا ومزَّقُوا المصاحف التي في صدُورنا ؟ اللَّه أكبر , هل أنتم لا تعقلُون حالَنا ؟!! هل حقيقةً أنَّكُم لا تعلَمُون بنا ؟!! نحنُ أخواتُكم , سيُحاسِبُكم اللَّهُ يوم غَد !
وَاللَّهِ لَم تَمضِ ليلة علينا ونحنُ في السِّجن إلاَّ وانقضَّ علينا أحد القردة والخنازير بشهوة جامحة مزَّقَت أجسادَنا , ونحنُ الذين لم تُفَضَّ بكارتُنا خشيةً من اللَّه .. فاتَّقُوا اللَّه .. اقتلُونا معهم .. دمِّرونَا معهم ولا تدَعُونا هكذا لِيَحلُو لهم التَّمتُّع بنا واغتصابنا , كرامةً لِعرش اللَّه العظيم .. اتَّقُوا اللَّه فينا .. اترُكُوا دبَّاباتهم وطائِراتهم في الخارج وتَوَجَّهوا إلينا هنا في سجن أبو غريب .
أنا أختكُم في اللَّه فاطمة , لقد اغتصبُوني في يومٍ واحد أكثر من 9 مرَّات , فهل أنتم تعقلون ؟! تصوَّرُوا إحدى أخواتكُم يَتِمُّ اغتصابُها ! فلماذا لا تتصوَّرون , وأنا أختُكُم ؟! معي الآن 13 فتاة كلّهنَّ غير مُتزوِّجات , يَتمُّ اغتصابُهنَّ تحت مَسمع ومرأى الجميع . وقد مَنعُونا من الصَّلاة . لقد نَزعُوا ثيابَنا ولم يَسمحُوا لنا بارتداء الثِّياب .
وأنا أكتبُ هذه الرِّسالة , انتحرَتْ إحدى الفتيات والتي تَمَّ اغتصابُها بِوَحشيَّة , حيثُ ضربَها جنديّ , بعد أن اغتصبَها , على صدرها وفخذها , وعذَّبَها تعذيبًا لا يُصَدَّق , فأخذتْ تضربُ رأسَها بالجدار إلى أن ماتتْ , حيثُ لم تتحمَّلْ , مع أنَّ الانتحار حرامٌ في الإسلام , ولكنّي أعذُر تلكَ الفتاة , أرجُو من اللَّه أن يَغفر لها لأنَّه أرحمُ الرَّاحمين .
أخوتي , أقولُ لكم مرَّة أخرى : اتَّقُوا اللَّه ! اقتلُونا معهم لعلَّنا نَرتاح , وامُعْتَصماه .. وامُعْتَصماه .. وامُعْتَصماه !
(نقلاً عن موقع عودة ودعوة www.awda-dawa.com)
يقولُ مراسل مفكّرة الإسلام : مِن العجائب في هذه القصَّة أنَّ الرِّسالة خرجَتْ من السِّجن يوم الجمعة , ووصلَتْ إلينا في نفس اليوم , ولم تُنشَر سوى يوم السّبت بعد التَّحقُّق منها .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
وبعد ثلاثة أسابيع مِن هذه الرِّسالة , نشرتْ مفكّرة الإسلام خبرًا بعنوان : بعد أن ماتَ المعتصم , استشهادُ فاطمة العراق ليلة البارحة !
وهذا نصُّ الخبر :
مفكّرة الإسلام : الجمعة 26 ذي القعدة 1425 هـ (7 يناير 2005 م) : شَنَّت المقاومَةُ هجومًا صاروخيًّا على سجن أبو غريب عند السَّاعة الواحدة قَبل فجر اليوم الجمعة , بصواريخ أبابيل شديدة التَّدمير وصواريخ كراد . واستمرَّ القصفُ على السِّجن أكثر من 15 دقيقة , أدَّى إلى استشهاد أربعة عراقيِّين , ومُعتَقَلَة واحدة وهي فاطمة , صاحبة الرِّسالة التي وجَّهَتْها قبل ثلاثة أسابيع ونَشرتْ مفكّرة الإسلام نَصَّها حول اغتصابها من قِبَل جنُود الاحتلال , كما جُرِحَت أيضًا فتاةٌ تبلُغُ من العمر 22 عامًا , وإصابتُها بَليغة .
وحسبَ ما صرَّح به مسؤولٌ عراقي مُهمّ يَعملُ في سجن أبو غريب , فإنَّ أكثر مِن 68 جنديًّا أمريكيًّا قُتِلُوا جرَّاء القَصف , وأنَّ الصَّواريخ استهدفَتْ ثكنَاتهم العسكريَّة بالتَّحديد , إلاَّ أنَّ القُوَّات الأمريكيَّة قامتْ قبلَ ليلة واحدة فقط بِتَحويل أكثر من 500 أسير وأسيرة إلى الجهة الشَّرقيَّة من السِّجن , للاحتماء بهم كَعادتِها في التَّترُّس بالنِّساء والأطفال والمعتقَلين , مِمَّا أدَّى إلى مَقْتل عَدَد من السُّجناء .
فيما قامَت الشُّرطة العراقيَّة بإيصال جُثمان فاطمة إلى منزلها الكائن في قَرية الذَّهب الأبيض 45 كم بمنطقة أبو غريب . وبسبَب الحالة النَّفسيَّة لِذَوي فاطمة , لم يَستطع مُراسلُنا هناك من إجراء لِقاء مع ذَويها . إلاَّ أنَّ جارَهم تكلَّم مع مُراسلنا , فقال : سبحان اللَّه ! لقد كان أخو فاطمة الأكبر , وهو أحد المجاهدين الذين تَبحثُ عنهم قُوَّاتُ الاحتلال , في صلاة العشاء ليلةَ الخميس الماضي بالمسجد , وأثناء القُنوت صار يَدعُو بِبُكَاء حارّ , وكلُّ مَن في المسجد كان يسمعُه وهو يقُول : اللَّهُمَّ اقبضْ روحَها , اللَّهُمَّ خُذْها إليكَ شهيدة , اللَّهُمَّ إنَّه العارُ فاغْسِلْه , أنتَ قادر , أنتَ قادر , أنتَ قادر !
فقام إليه أحدُ المصلِّين بعد انتهاء الصَّلاة , ووَبَّخهُ على قوله : اللَّهُمَّ إنَّه العارُ فاغْسِلْه , وقال له : بل قُلْ : إنَّه الشَّرفُ فارْفَعْهُ وأكْرِمْه ! نحنُ مَن تَنطبقُ علينا كلمة العار , لا فاطمة ! إنَّها أشرف وأزكَى وأطهر فتاة , وأنا أطلبُ يَدها منكَ بعد خُروجها من السِّجن إن شاء اللَّه .
وأكملَ ذلك الجارُ لِمُراسلنا قائلاً : لقد شَنَّ أخو فاطمة مع مجموعته القتاليَّة أكثر من خمسين هجومًا صاروخيًّا على السِّجن بعد رسالة فاطمة وقَبْلها , وكلّ يَوم يَصطادُ سيَّارة أو اثنتين مِن سيَّارات الاحتلال ...
وأمَّا فاطمة , فحدَّثَتْنا عنها زوجة هذا الجار , تقول : قبل اعتقالها بشَهر , وزَّعتْ فاطمة حلوى وأَصابع العرُوس , وهي أُكلة عراقيَّة شعبيَّة معروفة , على أهالي الشَّارع بسبب أنَّها أكملَتْ حفظ 13 جزءًا من القرآن الكريم . وكانت تقولُ للنِّساء : البقَرة , وحَفِظْناها ! باقي القرآن , هيِّن الحفظ . امنحُوني ثلاثة أشهر أخرى , وسترَوْنَ مَن الأحسن : أنا أمِ الشّيخ خالد ؟ والشّيخ خالد هو إمام مَسجد الحيّ الذي تسكنُ فيه فاطمة .
وتَصفُها تلك السَّيِّدة بقولها : إنَّها كانتْ تَستحي مِن كلّ شيء . وأذكُرُ مرَّةً في حفلَة زفاف لِأحد شَباب المنطقة أنَّ بقيَّة البنات طلَبْنَ منها أن تخلَع حجابَها حيثُ لم يكُن بيننا رجالٌ , ولكنَّها رفضَتْ هذا مِن شدَّة حيائها .
فيما ذكَر مراسلُنا هناك أنَّ فاطمة شُيِّعتْ عند السَّاعة الواحدة ظهرًا من هذا اليوم الجمعة , وَسطَ تهليل وتكبير من الأهالي . وخَلَتْ جنازتُها من إخْوَتها وأبيها بسبَب خَوْفهم من قُوَّات الاحتلال مِن أن تُلقي القبضَ عليهم حيثُ أنَّهم مَطلُوبُون لديهم , وحيثُ أنَّ القوَّات الأمريكيَّة كانتْ تُطوِّقُ الجنازة من المنزل إلى المقبرة .
ويَذكُر التَّقريرُ الطِّبِّي أنَّ إصابَتَها كانتْ في الرَّأس , وكانتْ إصابةً مُميتة , وفارقَت الحياةَ حالَ إصابَتها بِسُرعة .
الآن هناك أعلامٌ بَيضاء تُرفعُ على دار فاطمة , حيثُ قام أهالي المنطقة باستقبال المُعَزِّين في دارها , وكأنَّ فاطمة الآن تقولُ في قَبرها لكلِّ المعَزِّين :
فلَيْتَكَ تَحلُو والحياةُ مَريرةٌ ولَيْتَكَ تَرضَى والأنامُ غِضابُ
إذا صحَّ منكَ الودُّ فالكُلُّ هَيِّنٌ وكلُّ الذي فوقَ التُّرابِ تُرابُ
فاطمة الآن تَرقدُ في قَبرها في مقبرة الكرخ الإسلاميّة غرب بغداد , وقد أبْكَت الملايينَ من خلال رسالَتِها والتي استغاثَتْ فيها بِمَن يُغيثُ صَرخة وامُعْتَصِماه , غيرَ أنَّنا في زمَنٍ قَلَّ فيه مَن يُسَمَّوْن بالرِّجال !
وتتقدَّمُ أسرةُ مفكِّرة الإسلام بتعازيها إلى شعب العراق الحُرّ , والذي أصبحتْ له فاطمة رمزَ شَرفٍ وعِزّ يَفتخرُ بها العراقيُّون في كلِّ مَجمع ومَحفل , حتّى أنَّ قصَّتَها أصبحتْ على لسان الصَّغير والكبير , الذَّكَر والأنثى . ونَرجُو من اللَّه أن يَجمَعها وذَويها وإيَّانا في جنَّةٍ عرضُها السَّماوات والأرض . ونسألُ اللَّه أن يَنطبقَ عليها وَعدُ النَّبيِّ صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : ما مِن مُسلم يَموتُ يومَ الجمعة أو ليلة الجمعة إلاَّ وَقاهُ اللَّهُ فتنة القبر (أخرجه أحمد) .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
ولم تَنته القصَّة بعد ! فقد نَشرتْ مفكّرة الإسلام بعد أربعة أسابيع أخرى مِن هذا الحدث خبرًا جديدًا , هذا نَصُّه :
مفكّرة الإسلام (خاصّ) : الخميس 24 ذي الحجّة 1425 هـ (3 فبراير 2005 م)
اندلَعت اليوم الخميس اشتباكات مسلَّحة حامية بينَ عناصر المقاومة العراقيَّة مِن جهة وقوَّات الاحتلال الأمريكيَّة مِن جهة أخرى في مدينة القائم , غرب العاصمة العراقيَّة بغداد ...
ولقد استُشهِد من جانب المقاومة 14 مقاتلاً , وأصيب خمسة آخرون بجراح , أحدُهم في حالة خطيرة ...
وألمح مراسلُنا إلى أنَّه كان مِن بين الشُّهداء رجلٌ يُدعى خالد , وهو شقيق فاطمة أَسيرة أبو غريب , حيثُ استُشهِد في معارك اليوم بعد أن أبلَى البلاء الحسَن وأثخنَ في قُوَّات الاحتلال , حسْبَما أكَّدهُ شهودُ عيان .
وحرصًا من مراسلي مفكّرة الإسلام في العراق عمومًا وفي الأنبار خاصّة على متابعة هذا النَّبأ , فإنَّ مراسلنا في أبو غريب أكَّد أنَّ الشَّهيد رحمه اللَّه انتقلَ إلى مدينة القائِم للقتال فيها , لكي لا يُقال : إنَّه قاتَلَ في أبو غريب وماتَ ثأرًا لِأخته . ولذلك آثَر الخروج إلى أَبْعد نُقطة في الأنبار , للقتال إلى جانب إخوانه في القائم . وهذه المعلومات نقلَها مراسلُنا عن أحد المقرَّبين من الشَّهيد في مدينة أبو غريب على مسافة 30 كم غرب بغداد .
(نقلاً عن موقع مفكّرة الإسلام www.islamemo.cc)
اللَّهمَّ ارحَمْ فاطمة وخالدًا , واغفرْ لِأُختنا التي لم تَتحمَّل العذاب وهَتْك عرضها , واجعلهم جميعا من أصحاب الجنَّة .. آمين .
© جميع الحقوق محفوظة لموقع الطّريق إلى اللّه – المشرف : عامر أبو سمية 1427 هـ - 2006 م
ويحقّ لكلّ زائر تحميل الكتب لاستعماله الشخصي أو لدعوة غيره , لا لأغراض تجارية , والله الموفق .
نور الهدايا :: الفئة الأولى :: اسلاميات
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى